كثيراً ما يراجعنا مرضى البهاق وفي جعبتهم الكثير من الأدوية التي استخدموها سابقاً قد يكون ذلك ناجماً عن طبيعة المرض المزمنة وجهل المريض والكثير من الأطباء أيضاً بطبيعة هذا المرض.
فلو نظرنا نظرة سريعة نحو هذا المرض لوجدنا أنه مرض مزمن غير معدٍ سببه لا يزال مجهولاً حتى الآن ولكن يعتقد أنه يحدث بسبب تأذي الخلايا الصباغية من مناعة الشخص الذاتية. يصيب البهاق أي مكان بالجسم، وعندما يحدث في مناطق فيها بصيلات شعر فإنه يسهل علاجه على عكس حدوثه في مناطق لا شعر فيها مثل الأطراف حيث يصعب علاجه. وهو لا علاقة له بأسباب نفسية كما يعتقد الكثير. كما وأنه لا علاقة له بطعام ما ولا نقص فيتامينات ولا نقص وزن أو تغذية.

ومن هنا أريد أن أنطلق لأذكر علاجات راجت في الفترة الأخيرة بين الناس وبعض الأطباء والصيادلة وهي علاجات غير فعالة في مرض البهاق.

1ـ خلاصة المشيمة Placenta extract :

حسب خبرتنا في علاج البهاق فإن هذا العلاج غير فعّال أبداً كما أن فكرة علاج البهاق (كما يعتقد البعض ) غير واضحة المعالم فلا هو قادر على كبح الخلايا المناعية ولا على تنشيط الخلايا الصباغية.
وقد ظهرت فكرة التداوي به بعد أن تبيّن أنه يؤدي لتنشيط الخلايا الصباغية لدى فئران التجربة ولكنه لم يثبت أي فعالية على مرضى البهاق، وحتى وإن كان فعالاً فإنه لن يكون مفيداً للبهاق الطرفي حيث تنعدم الخلايا الصباغية ولا يوجد فيها شعر والذي يلعب دور مخزون للصباغ.

2ـ البسودوكاتالاز :  والذي ظهر منذ بضع سنوات كعلاج فعّال للبهاق وترافق ظهوره مع ضجة كبيرة في هذا المجال ولكن بمرور السنوات أثبت عدم فعاليته، أضف إلى أنه غالي الثمن، وبالإضافة إلى طبيعة المرض المزمنة فإن التكلفة ستكون أضعافاً مضاعفة ولكنها ستذهب سدى.

3ـ العلاجات العشبية ( Herbals ) :

لسنا ضد العلاج والتداوي بالأعشاب إن كانت فعّالة فعلاً وموصوفة من قبل أناس مرخّص لهم بالعمل فيها ولكن الذي يحدث أنه تظهر إعلانات عن علاج نهائي للبهاق عن طريق الأعشاب وكل الذي يحدث أن المريض يصرف الكثير من المال بدون فائدة أو فائدة محدودة سرعان ما تتراجع، كما أن الكثير من هذه العلاجات العشبية تحتوي ضمن ما تحتويه مادة الكورتيزون، أضف إلى ذلك أن بعضها قد يؤدي لسمّية كبدية أو في شبكية العين خاصة منها التي يطلب من المريض التعرض لأشعة الشمس معها ولا ننكر أنها قد تكون طريقة فعالة ولكن الأحرى أن يتم العلاج تحت إشراف طبيب مختص لمتابعة حالة المريض والتأثيرات العكسية التي قد تظهر عن العلاج.

4ـ العلاج بالفيتامينات:

كما أسلفت فإن البهاق لا علاقة له بالغذاء ولا بنقص الغذاء أو الوزن أو فقر الدم، لذلك فإن العلاج بالفيتامينات لا فائدة منه في علاج البهاق، عدا عن أنه قد يؤدي لتراكم بعض الفيتامينات في الجسم، لذا لا أنصح باستخدام الفيتامينات بشكل عشوائي فهي لن تفيد في علاج البهاق.

5ـ التبييض عن طريق الإبرة :

إن العلاجات السابقة التي ذكرناها هي علاجات موجودة ولكنها خاطئة، أما إبرة التبييض فهي غير موجودة أصلاً وكثيراً ما نسمع عنها ولكن لا وجود لها، فالتبييض لمرضى البهاق المنتشر والطرفي لا يكون إلا عن طريق كريم ” المونوبنـزون ” والذي يحتاج من سنة إلى سنتين تبييض المريض تبييضاً كاملاً.

إن كل ما ذكر سابقاً هو على سبيل المثال لا الحصر وهناك من الأمثلة الكثير الكثير، لذا أرجو من الناس عامة ومرضى البهاق خاصة أن يتركوا الأمر لأهله، فصحتهم ليست مجالاً للتجارة أو التلاعب فهي أغلى ما يملكون فعليهم أن

يعرفوا لمن يسلمونها، قبل أن يصلوا لنتائج عكسية، أو تضيع أموالهم هدراً.

د.محمد شعيب